“ما رأيته في الخرطوم كان مروعا، إنها مدينة مدمرة. بعد أن كانت مفعمة بالحياة، أصبحت الخرطوم مدينة أشباح”، هكذا وصفت إديم وسورنو المسؤولة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ما شهدته خلال زيارتها للعاصمة السودانية. وشددت على ضرورة الاهتمام بالوضع في السودان الذي يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم.
وسورنو مديرة قسم العمليات والمناصرة بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية المعروف باسم أوتشا، كانت تتحدث للصحفيين بنيويورك عبر اتصال بالفيديو من مدينة بورتسودان السودانية.
زارت وسورنو السودان عدة مرات خلال السنوات الماضية، لكن زيارتها للعاصمة الخرطوم كانت الأولى التي يقوم بها مكتب الأوتشا منذ أن اضطر إلى المغادرة في نيسان/أبريل 2023 بعد اندلاع الصراع.
أشارت وسورنو إلى أنها عملت في السودان قبل 20 عاما عندما بدأت رحلتها المهنية مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية. وذكرت أنها والفريق المرافق لها لم يتمكنوا من دخول مقر مكتب الأوتشا في الخرطوم بسبب القذائف غير المنفجرة من مخلفات الحرب، فيما تعمل دائرة الأمم المتحدة لمكافحة الألغام على إزالة المتفجرات.
وقالت وسورنو للصحفيين عما شهدته خلال الزيارة: “لم أر أي شيء مماثل لذلك خلال نحو ربع قرن من الزمن، خدمت فيها مع الأمم المتحدة والعمل الإنساني في عدة مناطق متأثرة بالصراعات”.
وأعربت عن تقديرها للموظفين السودانيين العاملين مع الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية. وقالت إنهم يتحملون أعباء الوضع الذي يؤثر عليهم جميعا. وأشادت بعمل “غرف الاستجابة للطوارئ” أثناء الحرب.
أكبر أزمة إنسانية
جددت وسورنو القول إن السودان يمثل أكبر أزمة في العالم، ويضم 30 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات، “ما نطلبه هو 55 سنتا يوميا لكل شخص في السودان. هذا كل شيء. عندما يُسمح لنا بالوصول الإنساني، سنتمكن من المساعدة. عندما يتوفر الأمن والسلامة والضمانات، سنتمكن من المساعدة. عندما يكون لدينا ما يكفي من الإمدادات والتمويل، سنتمكن من المساعدة”.
ومن حيث عدد المحتاجين، والوضع الصحي، وأعداد النازحين، يعد السودان أكبر أزمة إنسانية في العالم.
الدعوة إلى هدنة إنسانية
تحولت المسؤولة في مكتب أوتشا إلى الحديث عن دارفور، مشيرة إلى أن مدينة الفاشر محاصرة منذ عام وأن مخيم زمزم للنازحين سجل حدوث ظروف المجاعة. وقالت إن الأمم المتحدة وشركاءها على الأرض يفيدون بأن الوضع صعب للغاية.
وأشارت إلى دعوة وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر بتنفيذ هدنة إنسانية، وشددت على أهمية ذلك. كما تحدثت عن الأوضاع المتدهورة في مناطق أخرى من السودان.
وناشدت وسورنو مواصلة الاهتمام بالوضع في السودان، وشددت على الحاجة إلى السماح بالوصول الإنساني بدون عوائق لتوصيل المساعدات إلى المحتاجين. ودعت إلى استمرار تمويل الجهود الإنسانية هناك، وإنهاء الحرب.
توزيع APO Group بالنيابة عن UN News.