شهد اليوم حدثًا تاريخيًا بتنصيب الدكتور سيدي ولد التاه رئيسًا تاسعًا لمجموعة البنك الأفريقي للتنمية.
في تمام الساعة 11:04 صباحًا بتوقيت أبيدجان، وفي صباح يوم الاثنين الممطر، أدى الدكتور ولد التاه اليمين، على رأس مؤسسة التمويل الإنمائي الرائدة في أفريقيا، خلفًا للدكتور أكينوومي أ. أديسينا الذي أكمل فترتي ولايته.
حضر رئيس كوت ديفوار، الحسن واتارا، ونظيره الموريتاني، الرئيس محمد ولد الغزواني، حفلًا رفيع المستوى في فندق سوفيتيل أبيدجان، إيفوار. وحضر الرئيسان السابقان لمجموعة البنك الأفريقي للتنمية، الدكتور أكينوومي أ. أديسينا، والدكتور دونالد كابيروكا، بالإضافة إلى مجلس محافظي مجموعة البنك، بما في ذلك المديرون التنفيذيون والموظفون وكبار الشخصيات الدولية، مراسم أداء اليمين. وترأس وزير الاقتصاد في جمهورية الكونغو، لودوفيك نغاتسي، بصفته رئيسًا لمجلس محافظي البنك.
جدير بالذكر أن الدكتور ولد التاه، البالغ من العمر 60 عامًا، والمولود في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، انتُخب في 29 مايو 2025 بأكثر من 76% من أصوات المساهمين، وهو أعلى هامش يُحققه رئيس في فترة ولايته الأولى في تاريخ البنك.
وصف الرئيس واتارا تغيير القيادة بأنه “حدثٌ بارزٌ يأتي في لحظة تاريخية في حياة مؤسستنا الأفريقية”، و”يمهد الطريق لعهدٍ جديدٍ من الأمل للبنك”.
وفي كلمته التهنئة التي ألقاها مباشرة بعد مراسم أداء اليمين، أشار الرئيس الغزواني إلى أن “الدكتور سيدي ولد التاه يتحمل هذه المسؤولية الجسيمة لضمان أن يعزز البنك دوره الرئيسي في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للقارة، حتى يظل رافعة كاملة من حيث تحقيق تطلعات الشعوب الأفريقية إلى السلام والازدهار والتنمية”.
كما أعرب الرئيس الغزواني عن ثقته في أن رئيس البنك الجديد سيحقق أهداف القارة.
وقال ولد التاه في خطابه الافتتاحي الذي لاقى ترحيبا كبيرا، “سنكون البنك الذي يسد الفجوات – بين المناطق، وبين الطموحات والتنفيذ، وبين القطاعين العام والخاص، وبين الإلحاح والبيروقراطية. دعونا نمضي قدمًا معًا – بإلحاح ووحدة ومساءلة ثابتة”.
وحدد الدكتور ولد التاه نقاطه الأساسية الأربع التي تشمل: الاستماع باهتمام؛ وإطلاق خطة إصلاح سريعة المسار؛ وتعميق الشراكات وتسريع الحلول الحقيقية كأولويات أساسية ستوجه رئاسته خلال المئة يوم الأولى من ولايته.
وأكد الرئيس الجديد أن البنك سيكون “متيقظًا، ومتجاوبًا، وقادرًا على تحديد الأولويات المهمة”. وأشار إلى أن البنك سيعزز شراكاته من خلال العمل الوثيق مع الحكومات والقطاع الخاص والشركاء الدوليين، “لنُنشئ معًا إطارًا ماليًا يخدم أفريقيا بشروطها الخاصة”.
وأشاد الدكتور ولد التاه بحضور شركاء البنك، بما في ذلك شبكة “Finance in Common”، وتحالف المؤسسات المالية الأفريقية، ونادي تمويل التنمية الدولي، ومجموعة التنسيق العربية، وتعهد باستعداده “لتوسيع شراكة البنك لتشمل جهات فاعلة جديدة مثل الصناديق السيادية وصناديق التقاعد وغيرها”. كما التزم “بإعادة النظر بشكل عاجل في نماذج الاستثمار لدينا لتشمل ركيزة مخصصة للاستثمار في السلام”.
وأكد الرئيس ولد التاه عزمه على تنظيم لقاء مفتوح “في الأيام المقبلة” لموظفي البنك، الذين وصفهم بأنهم “أثمن موارد المؤسسة”. وتصوّر ولد التاه دورًا حيويًا للبنك كمرشدٍ لقارةٍ تواجه تحديات القرن الحادي والعشرين المتمثلة في التركيبة السكانية والتكنولوجيا وتغير المناخ، قائلاً: “على أفريقيا أن تنظر شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا – لا لتقليد الآخرين، بل لاستخراج الحكمة والقوة من كل اتجاهٍ أثناء تحديد مسارها الخاص. وكما يُرشدنا الملاح الذي تسترشد به البوصلة، ينبغي للبنك أن يُساعد أفريقيا على اجتياز الاتجاهات الكبرى نحو زيادة الاعتماد على الذات والطموح والقدرة على الفعل”.
ومع ذلك، شدّد ولد التاه على أن هذا الدور القيادي المهم في صياغة حلولٍ شاملة “تُشكّلها وجهات النظر الأفريقية والأولويات الأفريقية والقدرة على الفعل” يجب أن يُتّبع نهجٌ انتقائي، قائلاً: “لا ينبغي أن يهدف البنك الأفريقي للتنمية إلى أن يكون كل شيء للجميع. بل ينبغي أن يُركّز على المجالات التي يُمكنه فيها إحداث التغيير الأكبر، دائمًا بروح الشراكة”.
يُذكر أن الدكتور ولد التاه هو الرئيس السابق للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (BADEA)، حيث أشرف على تحوّلٍ مؤسسيٍّ بارز. وتحت قيادته، نمت أصول المصرف من 4 مليارات دولار إلى ما يقرب من 7 مليارات دولار، وتضاعفت الموافقات السنوية اثني عشر مرة، وتضاعفت عمليات الصرف ثمانية مرات؛ وحصلت المؤسسة على تصنيف ائتماني AA+/AAA.
يجلب ولد التاه لرئاسة مجموعة البنك الأفريقي للتنمية أكثر من أربعة عقود من الخبرة المتميزة في مجال الخدمات المصرفية التنموية، والسياسات الاقتصادية، والتحول المؤسسي. كما شغل سابقًا منصب وزير الاقتصاد والمالية في موريتانيا بين عامي 2008 و2015، ومحافظًا لموريتانيا في مجالس إدارة البنك الأفريقي للتنمية، والبنك الدولي، والبنك الإسلامي للتنمية، وغيرها.
ويجيد الرئيس ولد التاه اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، ويتقن اللغتين البرتغالية والإسبانية، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة نيس صوفيا أنتيبوليس بفرنسا، وشهادات عليا من جامعة باريس السابعة-جوسيو وجامعة نواكشوط.
يرث الدكتور ولد التاه مؤسسة أفريقية شاملة ذات أسس متينة: رأس مال يبلغ 318 مليار دولار، وتصنيف ائتماني AAA مُحافظ عليه لعشر سنوات متتالية، وأعلى درجة شفافية في العالم لمحفظة سيادية، بنسبة 98.8%. على مدار العقد الماضي، وافق البنك على تمويلات إنمائية بقيمة 102 مليار دولار.
في الأخير، حضر مراسم أداء اليمين ممثلون عن المؤسسات الدولية وشركاء التنمية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، والدبلوماسيين، وأعضاء مجلس إدارة البنك، وموظفيه. كما حضر ثلاثة من المرشحين الذين تنافسوا على الرئاسة إلى جانب الدكتور ولد التاه، وهم: السيدة باجابوليلي سوازي تشابالالا، والسيد أمادو هوت، والدكتور صموئيل منزيلي مايمبو.
توزيع APO Group بالنيابة عن African Development Bank Group (AfDB).
جهة الاتصال الإعلامية:
تولو أوغونليسي،
إدارة الاتصال والعلاقات الخارجية،
[email protected]
بشأن مجموعة البنك الأفريقي للتنمية:
مجموعة البنك الأفريقي للتنمية هي مؤسسة تمويل التنمية الأولى في أفريقيا. وهي تتألف من ثلاثة كيانات متميزة، وهي البنك الأفريقي للتنمية، والصندوق الأفريقي للتنمية والصندوق الاستئماني النيجيري. ويساهم البنك من خلال وجود ميداني في 41 دولة أفريقية ومكتب ميداني في اليابان، في التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي لدوله الإقليمية الأعضاء البالغ عددها 54 دولة. للمزيد من المعلومات: www.AfDB.org